الانظمة الدستورية الكبرى

إذا كان الموطن الأول للنظام البرلماني هو ابريطانيا، فإن المهد الأول للنظام الرئاسي هو الولايات المتحدة الأمريكية، فيها ولد وفيها نشأ وترعرع، نتيجة لظروف وعوامل تاريخية عرفتها الدولة. وفيها طبق أسلوب الفصل بين السلطات، حيث تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتنظيم السلطات فيها على أساس الفصل التام بين بعضها البعض خاصة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. ويتعين في هذه الحالة ألا يكون هناك أي نوع من الارتباط أو الاتصال بين سلطة وأخرى.

عليه، سنقوم في هذا المحور بدراسة خصائص النظام الرئاسي أولا، ثم بعد ذلك سنتعرف على النظام الأمريكي كنموذج تطبيقي لهذا النظام .

وفي هذا الجزء سنتعرف على أبرز مظاهر النظام الرئاسي  على مستوى السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية.

سيتم عرض الهيئات الدستورية المركزية في الولايات المتحدة الأمريكية، ونبدأ على مستوى الرئيس

يعتمد النظام الدستوري في الولايات المتحدة الأمريكية على ثنائية السلطة التسريعية، إذ يتشكل البرلمان الذي يسمى بالكونغرس من مجلسين: أحدهما يمثل الشعب الأمريكي وهو مجلس النواب، وآخر يمثل الولايات وهو مجلس الشيوخ. 

وفيما يلي سيتم عرض خصائص واختصاصات الكونغرس الأمريكي

يتميز النظام الرئاسي في الولايات المتحدة بقيامه على أساس مبدأ الفصل الجامد بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. ويتحقق هذا المبدأ في الواقع من خلال انبثاق كل منهما مباشرة من الشعب، ومن خلال استقلالهما شبه التام في ممارسة اختصاصاتهما الدستورية دون أن يكون للكونغرس الحق في حل الكونغرس، ورغم هذا الفصل فإن هناك، بعض الاستثناءات التي تتمثل في وسائل التأثير والتدخل التي يمارسها كل منهما تجاه الأخر.

لهذا الممارسة السياسية اقتضت في الولايات المتحدة الأمريكية التخفيف من حدة الفصل بوجود بعض الاستثناءات، وعليه سنعرض في  هذا الجزء أهم هذه الاستثناءات: